يمتاز العالم الإسلامي بأهميته الاقتصادية بما حباه الله من ثروات متنوعة زراعية ومعدنية وحيوانية وهذه فكرة موجزة عن هذه الثروات :
1- الثروات الزراعية :
يحوي العالم الإسلامي أراضي زراعية واسعة ، وتجري فيه كثير من الأنهار الهامة منها : نهر النيل والنيجر والملوية واموداريا ( جيحون ) والعاصي والليطاني والأردن في آسيا . بالإضافة الى مياه العالم الإسلامي الجوفية الكثيرة .
ولاتساع العالم الإسلامي يتنوع مناخه ، الأمر الذي يؤدي الى تنوع الثروات الزراعية ، والذي يؤدي بدوره الى التكامل الزراعي الذي لا يتوفر لأي عالم غير عالم الإسلام . وهذا بدوره يؤدي الى الاكتفاء الذاتي .
ومن الممكن إجمال الأقاليم المناخية الإسلامية فيما يلي :
أ- المناخ الاستوائي : حار ماطر طوال العام ، غاباته كثيفة ، ويسود في الملايو وأكثر الجزر الأندونيسية وجنوب السودان .
ب- المناخ الموسمي : حار ماطر صيفا ، وغاباته كثيفة ، ويسود في بنغلاديش ، واليمن ، وعمان ، ونيجيريا ، وساحل خليج غينية ، وهضبة الحبشة .
ج- المناخ السوداني : حار ، أمطاره صيفية وأقل من أمطار المناخ الموسمي وتنمو فيه الأعشاب الطويلة – السفانا – التي تصلح كمراعي . يسود في السودان ، وتشاد ، والنيجر ، ومالي ، والسنغال .
د- المناخ المعتدل الدافيء : ( مناخ البحر الأبيض المتوسط ) ويسود على سواحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبية ، والشرقية ، والشمالية .
5- المناخ القاري : وهو إما صحراوي حار في الصحراء الافريقية الكبرى ، وشبه جزيرة العرب ، وجنوب إيران ، وجنوب باكستان ، وصحراء ثار في الهند . أو صحراوي بارد في هضبة إيران ، وهضبة الأناضول ، والتركستان .
ومن الغلات الزراعية الهامة في العالم الإسلامي :
1- الأرز : في ماليزيا ، وبنغلاديش ، وباكستان ، ومصر ، واندونيسيا .
2- القمح : في إيران ، وافغانستان ، وتركيا ، وباكستان ، والشام ، ومصر ، والعراق ، وأقطار المغرب العربي . وقدمت المملكة العربية السعودية كثيرا من الدعم للمزارعين حتى أوشكت أن تصل الى الاكتفاء الذاتي في انتاجه بل وتمد غيرها من الأقطار الإسلامية .
3- الخضروات والفواكه : في اقليم البحر الأبيض المتوسط . والموز في الصومال ، وافريقية الغربية ، والحمضيات في تركيا ، وشمال افريقيا ، وبلاد الشام وخاصة فلسطين ، ونخيل التمر ، في المناطق الصحراوية .
4- القطن : وينتج العالم الإسلامي أنواعه المختلفة :
طويل التيلة : في مصر والسودان .
ومتوسط التيلة : في تركيا ، وباكستان ، وأفغانستان ، وإيران .
وقصير التيلة : في المغرب العربي ، وباكستان .
ويزرع القطن في الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي في إقليم تركستان في وادي سرداريا ، وأموداريا ، وفي أذربيجان ، وداغستان غربي بحر قزوين ، وتنتج هذه المنطقة لوحدها أكثر من إنتاج دول العالم الإسلامي مجتمعة .
ويصل إنتاج العالم الإسلامي إلى 40 % من الانتاج العالمي للقطن . وتستغل بذور القطن في صناعة زيت القطن .
5- الحبوب الزيتية : لصناعة الزيوت النباتية كالسمسم في مصر ، والسودان ، وإندونيسيا ، وتركيا ، والفول السوداني في السودان ، ونيجيريا .
6- الأشجار الزيتية : كزيت النخيل ، وجوز الهند ، في اندونيسيا ، وماليزيا ، وبنغلاديش ، والزيتون في اقليم البحر الأبيض المتوسط .
7- قصب السكر : في باكستان وإندونيسيا وبنغلاديش ومصر .
8- بنجر السكر : في تركيا وسوريا وإيران وأفغانستان .
9- المطاط : من محاصيل الأشجار الغابية في الاقليم المداري وتنتج نيجيريا 72 % من الانتاج العالمي . كما تنتجه كل من إندونيسيا والملايو .
1- الغلات العلفية : كالذرة ، والشعير ، والبرسيم ، والشوفان ، في كثير من البلدان الإسلامية التي تربي الأبقار .
2- الثروات الحيوانية :
في العالم الإسلامي مراعي طبيعية واسعة :
أ- السفانا : وهي الحشائش التي تتخللها الأشجار وتوجد على نطاق ضيق في بعض الأجزاء الغربية من باكستان ، والأجزاء الشرقية من جزيرة جاوة ، وبعض جزر اندونيسيا الشرقية ، والسودان ، ومالي ، وتشاد ، وشمال شرق نيجيريا .
ب- الأستبس : وهي السهوب ذات الحشائش الخالية من الأشجار وتوجد في مالي ، وموريتانيا ، والنيجر ، ووسط السودان ، والصومال ، والجزائر ، والمغرب ، والتركستان ، وهضبة الأناضول ، وبعض أجزاء هضبة إيران .
ج- الكلأ الصحراوي : وهي الأعشاب الشوكية والشجيرات القصيرة ، وتوجد في الصحراء الكبرى الافريقية ، والصومال ، وشبه جزيرة العرب ، وهضبة إيران ، وجنوب تركستان .
ولوجود مثل هذه المراعي تنتشر في العالم الإسلامي تربية الإبل ، والماعز ، في الصحراء العربية ، والخيول ، والأغنام ، والجمل ذو السنامين ، والياك (وهو حيوان يشبه البلقر ) في تركستان . والإبل ، والبقر ، والماعز ، والأغنام ، في أفغانستان وإيران .
والخيل ، والبقر ، والماعز ، من نوع الأنجورا المشهور بشعره الجيد في تركيا . والإبل ، والأغنام ، والماعز في الصحراء الأفريقية . وهناك تجربة ناجحة للمملكة العربية السعودية رائدة في استغلال الصحارى وتحويلها إلى جنات تربي فيها أنواع مختلفة من الحيوانات .
3- الثروة المائية وصيد البحر :
يطل العالم الإسلامي بجبهات طويلة على مسطحات الماء لمجموعة من البحار التي تتوغل في جسم اليابس ، على شكل خلجان ، وأذرع كبيرة كما بينا ، كما أنه يحوي على أنهار كبيرة ، وبحيرات ، وبحار داخلية ، كبحر قزوين ، كل ذلك جعل العالم الإسلامي غنيا بالثروة المائية ، وصيد البحر ، ولكن استغلاله لهذه الثروات قليل في الوقت الحاضر .
ومن أهم هذه الثروات :
أ- الأسماك : وتستغلها اندونيسيا ، وباكستان ، وتركيا ، وماليزيا ، ومصر ، والمملكة العربية السعودية ، ومملكة المغرب .
ب- الأسفنج : ويصاد من أعماق تتراوح بين 6 أقدام و25 قدما ، ويكثر صيده بالقرب من سواحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبية ، وسواحل البحر الأحمر .
ج- اللؤلؤ : ويصاد من مياه الخليج العربي ، وبالقرب من سواحل باكستان ، وبعض مناطق البحر الأحمر . وكانت له شهرة تاريخية كبيرة ، وقد أخذت أهميته الإقتصادية تتدهور أخيرا تحت ضغط منافسة اللؤلؤ الصناعي الرخيص الثمن .
4- الثروة المعدنية :
والعالم الإسلامي غني بمعادنه المستغلة والغير مستغلة والأحتياطية ، وسنذكر أهمها :
أ- البترول والغاز الطبيعي : وتحتل دول العالم الإسلامي المركز المتفوق والمرموق في مجال إنتاجه واحتياطيه الذي يقدر بأكثر من75 % من احتياطي العالم كله . وأهم المناطق الإسلامية لانتاجه :
1- منطقة الخليج العربي : المملكة العربية السعودية ، والعراق ، وإيران ، والكويت ، وقطر ، وعمان ، والإمارات العربية .
2- منطقة جنوب شرق آسيا : وهي ماليزيا ، وأندونيسيا ، وسلطنة بروني .
3- منطقة قفقاسيا بين بحر قزوين والبحر الأسود ، وتستغله روسيا السوفيتية .
4- منطقة خليج السويس : مصر .
5- منطقة شمال افريقيا : ليبيا ، والجزائر .
6- منطقة غرب افريقيا : نيجيريا .
وكانت الشركات الأجنبية تتلاعب كما تشاء في إنتاجه وتسويقه ، إلى أن تكونت منظمة الدول المصدرة للبترول – الأوبك – عام 1960 م . فحافظت على المستوى المناسب للأسعار وجردت شركات الاستثمار من التلاعب بحقوق الدول المنتجة له . وقد استخدم الملك فيصل بن عبد العزيز سلاح البترول في حرب عام 1973 م . وكان ناجعا ناجحا .
وهكذا يظهر بوضوح أهمية العالم الإسلامي في احتياطي البترول ، كما في انتاجه .
ب- الفوسفات : ويستعمل لصناعة الأسمدة ، وتنتجه كل من المغرب ، والجزائر ، وتونس ، والسنغال ، ومصر ، والأردن ، وسوريا .
ج- الكوبلت : من معادن السبائك الهامة ، ويمنع الصلب من الصدأ ، كما يتحمل درجة الحرارة العالية جدا ، فتصنع منه الآلات في الطائرات النفاثة ، والآلات التي تدخل في صناعة الأسلحة الذرية . والمملكة المغربية هي رابع دولة في العالم في إنتاجه .
د- الكروم : وهو معدن يستعمل في صناعة السبائك المعدنية ، والعالم الإسلامي ينتج 45 % من انتاج العالم منه . وتنتجه كل من : تركيا ، وإيران ، وباكستان ، والسودان .
هـ- الحديد : في ماليزيا ، وتركيا ، وإيران ، وباكستان ، ومصر ، وغينيا ، وموريتانيا ، والمغرب ، والجزائر ، وتونس .
و- القصدير : وهو معدن تحتاجه الصناعات المعدنية الهامة فهو يشترك مع النحاس لتكوين البرونز ، ويستعمل في صناعة الصفيح ، والعلب التي تحفظ المأكولات ، وفي عمليات اللحام ، والسبائك البرونزية . وينتج العالم الإسلامي أكثر من نصف الانتاج العالمي من بلدان : مليزيا ، واندونيسيا ، وأقطار المغرب العربي ، وإيران ، وتركيا ، ونيجيريا .
ز- المنغنيز : ويدخل في صناعة السبائك ، والصلب ، وفي الصناعات الكيمائية . وأهم البلدان المنتجة له : مصر ، والمغرب ، وتركيا .
ح- الرصاص : في إيران ، وتركيا ، والمغرب ، والجزائر ، وتونس .
طـ- أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والبروم والمغنيزيوم – الأملاح المعدنية – : وأشهر أماكن استغلال هذه الأملاح الهامة : البحر الميث ، حيث يقوم العدو الصهيوني باستغلالها في فلسطين .
ومن المعادن الهامة الأخرى في العالم الإسلامي : الكولمبايت وتنتج منه نيجيريا 90 % من الانتاج العالمي ، وهو يستغل بعد خلطه بمعادن أخرى في صناعة محركات الطائرات النفاثة . كما توجد معادن : الذهب ، والنحاس ، والتيتانوم ، والتنجستن ، والفحم الحجري ، واليورانيوم .
5- الثروة الصناعية :
إن ما بيناه من ثروات تتيح للعالم الإسلامي الفرصة في أن يصبح عالما صناعيا ، إذ تتوفر فيه مقومات الصناعة وهي :
أ- توفر المواد الخام ، من مواد زراعية ، ومعدنية ، وحيوانية ، وغابية .
ب- توفر مصادر الطاقة – القوى المحركة – من بترول ، وغاز طبيعي ، ومساقط مياه التي تولد الكهرباء المائية ، والفحم الحجري ، والطاقة الشمسية .
ج- توفر رؤوس الأموال وخاصة في البلدان المنتجة للبترول .
د- توفر الأيدي العاملة وخاصة في اندونيسيا ، وبنغلاديش ، وباكستان ، ومصر ، وسوريا ، وتونس .
هـ- توفر الأسواق الاستهلاكية : الداخلية لاتساع العالم الإسلامي وكثرة سكانه . والخارجية لسهولة المواصلات التي تصل العالم الإسلامي بغيره .